معنى الطلاق الرجعي في السعودية وحالاته وحقوق الزوجة

في لحظة انفعال بين زوجين، يصدر الزوج لفظ الطلاق، فتبدأ الزوجة عدتها في بيتها كما يقرّ النظام السعودي، ومع مرور الأيام يتراجع الزوج عن قراره ويرغب في إعادتها إلى عصمته دون عقد أو مهر جديد. هذه الحالة تُعرف في القانون السعودي باسم الطلاق الرجعي.

في مقال اليوم، سنتعرّف على مفهوم الطلاق الرجعي في السعودية، وأبرز أحكامه القانونية وفق نظام الأحوال الشخصية، والحقوق المترتبة عليه، بالإضافة إلى دور المحامي في قضايا الطلاق الرجعي.

يمكنك التواصل مع محامي طلاق في السعودية عبر الأرقام في صفحة اتصل بنا، أو عبر زر الواتس اب أسفل الشاشة.

ما هو الطلاق الرجعي في السعودية؟

يعرف الطلاق الرجعي في نظام الأحوال الشخصية السعودي بأنه الطلاق الذي لا يقطع العلاقة الزوجية فورًا، بل تبقى الزوجة في حكم الزوجة طوال فترة العِدّة، ويحق للزوج خلالها إرجاعها دون الحاجة إلى عقد ومهر جديدين. ويُعد هذا النوع من الطلاق فرصة لإصلاح العلاقة وإعادة التفكير قبل الانفصال النهائي.

ولفهم المعنى القانوني للطلاق الرجعي في السعودية بشكل أوضح، يمكن تلخيص خصائصه الأساسية فيما يلي:

  • العلاقة الزوجية قائمة: لا ينفصم عقد الزواج إلا بانقضاء العِدة.
  • حق الرجعة للزوج: يجوز للزوج إعادة زوجته خلال العِدة بلفظ صريح أو نية واضحة.
  • استحقاق النفقة والسكن: تبقى الزوجة في بيت الزوجية وتستحق النفقة خلال فترة العِدة.
  • لا يُشترط عقد جديد: الرجعة تتم دون توثيق عقد أو مهر جديدين، طالما العِدة لم تنتهِ.
  • ينقلب إلى بائن بعد العدة: إذا انتهت العِدة دون مراجعة، يصبح الطلاق بائنًا وتحتاج الزوجة إلى عقد جديد إن رغبا في العودة.

الحالات التي يكون الطلاق رجعياً

يُعدّ الطلاق رجعيًا في حالات محددة نصّ عليها نظام الأحوال الشخصية السعودي، وبيّنها بوضوح لضمان استقرار العلاقات الأسرية وعدم الخلط بين أنواعه. وفيما يلي أبرز الحالات التي يُعتبر فيها الطلاق رجعيًا:

  • إذا كان الطلاق الأول أو الثاني: متى كان الزواج صحيحًا ووقع الطلاق للمرة الأولى أو الثانية، فهو رجعي ما لم يُستوفَ شرط البينونة.
  • إذا وقع الطلاق بعد الدخول أو الخلوة الصحيحة: لأن الطلاق قبل الدخول يُعدّ بائنًا بينونة صغرى، فلا رجعة فيه إلا بعقد جديد.
  • إذا لم يكن الطلاق مكملًا للثلاث: فالطلاق الثالث يجعل العلاقة منقطعة نهائيًا (بينونة كبرى) ولا يُعد رجعيًا.
  • إذا لم يصدر الطلاق على عوض أو خُلع: فالطلاق بعوض أو خلع يُعد بائنًا، بخلاف الطلاق الرجعي الذي يتم بإرادة الزوج دون مقابل.

حقوق الزوجة في الطلاق الرجعي

يُعامل نظام الأحوال الشخصية السعودي الزوجة المطلقة رجعيًا على أنها ما تزال في حكم الزوجة طوال فترة العِدّة، ولذلك تحتفظ بعدد من الحقوق التي تضمن لها الاستقرار والكرامة، إضافة إلى حقوقها المتعلقة بالأبناء، وفيما يلي توضيح لأبرز هذه الحقوق

  1. حق السكن: تظل المطلقة الرجعية في بيت الزوجية طوال فترة العِدّة، ولا يجوز إخراجها منه إلا بانتهائها أو بقرار قضائي.
  2. النفقة المستمرة: تستحق النفقة كاملة خلال العِدّة، وتشمل المأكل والملبس والعلاج وغيرها من متطلبات المعيشة.
  3. الوراثة: إذا توفي الزوج أثناء العِدّة، ترثه كزوجة شرعية لأن عقد الزواج لا يزال قائمًا.
  4. إثبات النسب: يُعدّ الأولاد الناتجون عن العلاقة أثناء العِدّة أبناء شرعيين يُنسبون إلى والدهم مباشرة.
  5. حضانة الأطفال: تبقى الحضانة في الغالب للأم ما دامت مؤهلة، ويظل الأطفال في رعايتها خلال العِدّة وبعدها ما لم يصدر حكم بخلاف ذلك. ويستمر الأب في الإنفاق على أطفاله وفقًا لما تُقرّره المحكمة.
  6. المعاملة بالمعروف: يجب على الزوج حسن المعاشرة وعدم الإساءة أو التضييق على الزوجة خلال العِدّة.

إمكانية الرجوع في الطلاق الرجعي

يُعدّ حق الرجعة من أهم خصائص الطلاق الرجعي في النظام السعودي، إذ يمنح الزوج فرصة لإعادة زوجته إلى عصمته خلال فترة العِدّة دون الحاجة إلى عقد أو مهر جديدين، بشرط أن يكون الطلاق الأول أو الثاني فقط، وتتم الرجعة وفق أحكام نظام الأحوال الشخصية، حيث نص على أن:

  • للزوج أن يُراجع زوجته ما دامت في العِدّة، ولا يسقط حقه في الرجعة بالتنازل عنه.
  • تكون الرجعة بالقول الصريح (كأن يقول: راجعتكِ) أو بالفعل الذي يدل على نية الرجوع، أو بالكتابة عند العجز عن النطق.
  • يجب توثيق الرجعة رسميًا خلال فترة العِدّة عبر المحكمة المختصة أو بوابة “ناجز”.

وتهدف هذه الأحكام إلى منح الطرفين فرصة للمصالحة قبل أن تنقضي العِدّة ويصبح الطلاق بائنًا، مما يحدّ من حالات التفكك الأسري، ويعزز الاستقرار في العلاقات الزوجية.

دور المحامي في قضايا الطلاق الرجعي

يعد وجود محامي طلاق في السعودية أمرًا ضروريًا في حالات الطلاق الرجعي، نظرًا لما تتضمنه من إجراءات نظامية دقيقة تحتاج إلى معرفة قانونية وخبرة في التعامل مع الجهات العدلية. وفيما يلي توضيح لدور المحامي:

  • توصيف الحالة القانونية بدقة: يتأكد المحامي من طبيعة الطلاق، وهل هو رجعي أم بائن، لأن الوصف القانوني يؤثر مباشرة على الحقوق والإجراءات.
  • تقديم الاستشارات القانونية: يوضح للزوجين ما يترتب على الطلاق الرجعي من آثار، مثل النفقة والسكن والوراثة والرجعة، وفقًا لنظام الأحوال الشخصية.
  • متابعة توثيق الطلاق الرجعي: يتولى المحامي إعداد الطلبات عبر بوابة «ناجز»، والتأكد من صحة البيانات والمستندات، لضمان إصدار صك الطلاق.
  • حفظ حقوق الزوجة والأبناء: يساعد المحامي في إثبات حقوق النفقة والحضانة والسكن، ويُمثّل موكلته أمام المحكمة عند الحاجة.
  • حل النزاعات الودية: يعمل المحامي كوسيط قانوني لتقريب وجهات النظر بين الزوجين، بما يحقق الصلح قبل انتهاء العدة أو الوصول إلى طلاق بائن.

بهذا الدور، يضمن المحامي أن تُنفَّذ إجراءات الطلاق الرجعي في السعودية وفق الأصول النظامية، وأن تُحفظ حقوق جميع الأطراف دون إخلال أو نزاع مستقبلي.

الأسئلة الشائعة حول الطلاق الرجعي في السعودية

الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي لا يُنهي عقد الزواج فورًا، وتبقى الزوجة خلال فترة العِدّة في حكم الزوجة، ويجوز للزوج إرجاعها دون عقد أو مهر جديدين ما دامت في العدة.

مدة العدة في الطلاق الرجعي هي ثلاث حيضات للمرأة التي تحيض، أو ثلاثة أشهر لغير الحائض، وتنتهي بوضع الحمل إن كانت الزوجة حاملًا.

نعم، الزوجة المطلقة رجعياً تستحق النفقة الكاملة والسكن طوال فترة العِدّة لأنها ما زالت في حكم الزوجة شرعًا ونظامًا.

يصبح الطلاق الرجعي بائناً إذا انتهت العِدّة دون أن يُراجع الزوج زوجته، وفي هذه الحالة لا تعود إليه إلا بعقد ومهر جديدين.

وبهذا نصل إلى ختام مقالنا، حيث قمنا بتوضيح مفهوم الطلاق الرجعي في السعودية وفق نظام الأحوال الشخصية، وبيّنا الحالات التي يكون فيها الطلاق رجعياً، وحقوق الزوجة خلال فترة العِدّة.

اطلب استشارة