يعد الصلح في قضايا الطلاق في السعودية إجراءً قانونيًا ذا أهمية بالغة، يهدف إلى إيجاد حلول ودية للمنازعات الاسرية قبل اللجوء إلى القضاء.
يسعى النظام السعودي من خلال هذه الآلية إلى الحفاظ على كيان الأسرة وتقليل الآثار السلبية المترتبة على الطلاق.
لذلك من خلال هذا المقال سنقدم شرحًا عن كل ما يخص الصلح بقضايا الطلاق في السعودية، تابعوا معنا.
اطرح استفسارك على افضل محامي طلاق من خلال النقر على زر الواتساب أدناه.
جدول المحتويات
الصلح في قضايا الطلاق في السعودية.
الصلح في قضايا الطلاق في السعودية هو إجراء قانوني يهدف إلى تسوية الخلافات والنزاعات القائمة بين الزوجين الراغبين في الانفصال. وذلك بمحاولة تقريب وجهات نظرهما والوصول إلى اتفاق ينهي النزاع أو يخفف على الأقل من آثاره.
حيث يعتبر الصلح محاولة جادة لإعطاء فرصة لاستمرار الحياة الزوجية أو على الأقل الاتفاق على ترتيبات ما بعد الطلاق بشكل يراعي مصلحة الطرفين والأبناء.
وبمعنى أن عندما يتقدم أحد الزوجين بطلب رسمي للطلاق أو أي نوع آخر للفرقة، تقوم المحكمة باتخاذ عدة خطوات إجرائية، ويعد إحالة القضية إلى مجلس الصلح من أهم هذه الإجراءات.
في هذه المرحلة يبدأ المصلح باستيضاح الأسباب والدوافع التي أدت إلى طلب الانفصال، على أن يتم حسمها خلال 20 يوم من تاريخ التقديم إما بالصلح أو بالفشل.
متى يمكن اللجوء إلى الصلح في قضايا الطلاق؟
يتم اللجوء إلى الصلح في السعودية عند يقدم أي من الزوجين طلب اثبات الطلاق أو الخلع أو دعوى فسخ النكاح وكان بينهما أطفال.
اشترطت وزارة العدل على المحكمة إحالة الطلب أو الدعوى إلى مركز المصالحة ليتم الصلح بين الزوجين، وفي حال تم إصلاح بينهما يتم إثبات الصلح بمحضر ويعد هذا المحضر سندًا تنفيذيًا.
أما في حال فشل المصالحة في إقناع الزوجين باستمرار الحياة الزوجية، فيتم عرض الصلح عليهما فيما يخص قضايا الحضانة والنفقة والزيارة.
فإن تم الصلح يتم إثبات الاتفاق بمحضر المصالحة وتعد سندًا تنفيذيًا. ويتم إحالة طلب إثبات الطلاق أو الخلع إلى الدائرة المختصة لإثباته.
كما نوهت وزارة العدل على ضرورة الفصل في دعاوى النفقة والحضانة والزيارة في مدة لا تتجاوز 30 يومًا من تاريخ الجلسة الأولى.
إجراءات الصلح في قضايا الطلاق.
تهدف السعودية إلى تيسير إجراءات الصلح بين الزوجين في قضايا الطلاق وحث الأطراف على تجاوز خلافاتهم وديًا قبل اللجوء إلى القضاء. حيث أتاحت وزارة العدل طريقتين رئيسيتين للصلح وهي الطريقة التقليدية والطريقة الإلكترونية عبر منصة تراضي.
الطريقة العادية:
- تقديم طلب الطلاق إلى محكمة الأحوال الشخصية التي بدورها تقوم بإحالة طلب الطلاق إلى مركز المصالحة.
- ومن ثم يتم إبلاغ الطرفين بموعد الحضور.
- يجب على الزوجين حضور جلسات الصلح، ليتولى المصلح محاولة تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول للخلاف.
- في حال توصل الطرفان إلى اتفاق، يتم تدوينه في محضر الصلح الذي يعتبر سندً تنفيذيًا.
- أما في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، يعد المصلح تقريرًا بذلك ويتم إحالة القضية إلى الدائرة المعنية بنظرها.
الطريقة الإلكترونية عبر منصة تراضي:
- الدخول إلى منصة تراضي.
- بعد تسجيل الدخول، يتم اختيار خيار طلب صلح جديد.
- تحديد نوع طلب الصلح طلاق أو غيره، وتعبئة البيانات المطلوبة بدقة بما فيها بيانات الأطراف وملخص النزاع.
- بعد تقديم الطلب، يتم تأكيد استلام الرسالة من قبل النظام.
- ومن ثم يتم استلام رسالة بموعد اللقاء الصلحي سواء كان حضوريًا بمركز المصالحة أو عن بعد عبر الاتصال المرئي.
- يتم عقد اللقاء في الموعد المحدد ففي حال تم التوصل إلى اتفاق يقوم مركز المصالحة بإنشاء اتفاقية الصلح الخاصة بها لمركز المشورة للاعتماد.
- يتم اعتماد وثيقة الصلح رقميًا عبر النفاذ الوطني من منصة تراضي الرقمية.
- وفي النهاية إصدار وثيقة صلح ملزمة للطرفين.
- وفي حال تعذر الصلح، يتم إصدار تقريرًا يفيد بتعذر الصلح.
عدم حضور جلسة الصلح عن بعد.
عدم حضور جلسة الصلح عن بعد في السعودية، بعد تبليغ الأطراف المعنية بموعدها المحدد عبر الوسائل الرسمية المعتمدة، يعد إخلالًا بالإجراءات القانونية التي تهدف إلى تسوية النزاعات الأسرية ودياً.
ويمكن أن يترتب على هذا الغياب عدة أثار سلبية وإجرائية، حيث يفسر على أنه إخلال بواجب التعاون مع المحكمة ومركز المصالحة في سبيل محاولة حل النزاع وديًا.
بالنسبة للطرف المدعي الذي يتغيب عن جلسة الصلح عن بعد، فأن ذلك قد يفسر على عدم جديته في متابعة دعواه أو تضييع لوقت المحكمة وجهد المصلح. وفي بعض الحالات، قد يتم تطبيق جزاءات مالية عليه لتعطيل الإجراءات وتأخير الفصل في النزاع.
لذلك، يشدد على أهمية التجاوب الإيجابي مع مواعيد جلسة الصلح عن بعد وحضورها في الوقت المحدد، لما في ذلك من مصلحة في تسريع وتيرة الإجراءات وإيجاد حلول ودية للنزاعات الأسرية بما يحقق مصلحة جميع الأطراف المعنية.
وفي حال وجود أي ظرف قاهر يمنع من الحضور، يجب إبلاغ المحكمة أو مركز المصالحة بذلك، وتقديم ما يثبت العذر لتجنب الآثار السلبية المحتملة.
فوائد الصلح مقارنة بالطلاق القضائي.
الصلح بين الزوجين بعد الطلاق في السعودية يحمل في طياته العديد من الفوائد الجوهرية التي تفوق اللجوء إلى الطلاق القضائي. يمكن تلخيص هذه الفوائد على النحو التالي:
- الحفاظ على كيان الأسرة واستقرارها: يمنح الصلح فرصة حقيقة للزوجين لحل خلافاتهم وتجاوزها. مما يحافظ على وحدة الأسرة واستقرارها، خاصة في حال وجود أطفال.
- تحقيق مصالح الأطفال: يتيح الصلح للوالدين وضع ترتيبات الحضانة والنفقة والزيارة برضاهما. مما يضمن بيئة أكثر أمنًا واستقرارًا للأطفال بعد الانفصال.
- توفير الوقت والجهد والتكاليف: عادةً ما يكون الصلح أسرع وأقل تكلفة من الطلاق القضائي الذي يحتاج إلى إجراءات قانونية ورسومًا ومصاريف إضافية.
- المحافظة على الاحترام المتبادل: حيث أن الاتفاق الناتج عن الصلح نابع من إرادة الطرفين ورضاهم. حتى في حال عدم استمرار الزواج يساعد الصلح على الحفاظ على قدر من الاحترام والتفاهم بين الطرفين.
- تخفيف الضغط على محاكم الأحوال الشخصية: نجاح مساعي الصلح، يساهم في تقليل عدد القضايا المنظورة أمام المحاكم، مما يخفف العبء على الجهاز القضائي ويتيح له التركيز على القضايا التي يتعذر حلها وديًا.
الأسئلة الشائعة.
هنا نكون قد ختمنا مقالنا الذي تكلمنا فيه على كل ما يخص الصلح في قضايا الطلاق في السعودية.
وإذا كان لديك أي استفسار حول قضايا الصلح لا تتردد في طرحها على محامي طلاق شاطر لدى مكتب الصفوة في السعودية ليقدم لك المشورة القانونية اللازمة.
قد تسأل عن اجراءات الطلاق الإلكتروني عبر ناجز في السعودية، كذلك توثيق الطلاق في المحكمة بالسعودية. أيضا ماذا إذا رفض الزوج اثبات الطلاق، والفرق بين الطلاق والخلع والفسخ، والطلاق قبل الدخول هل تحسب طلقة.
المراجع:
- وزارة العدل.
- منصة تراضي.
- قرار معالي وزير العدل (7344)بتاريخ 1441/06/19هـ.

محامي ومستشار قانوني +8 سنوات من الخبرة في تقديم الاستشارات القانونية والتقاضي وكتابة اللوائح القانونية في مختلف المجالات القانونية.