تصاعدت الخلافات بين زوجين حتى تحوّل النقاش إلى اعتداء جسدي ترك أثرًا نفسيًا وبدنيًا على الزوجة. لم تكن تعرف ما الخطوة التالية، ولا هل ما تعرّضت له يُعد جريمة تستوجب العقاب أم لا.
وفي مقال اليوم، نشرح عقوبة ضرب الزوجة في السعودية وفق الأنظمة الحديثة، والحقوق التي يكفلها القانون، وكيف يمكن للمرأة اتخاذ خطوات قانونية تحفظ حقها وتحميها من أي إيذاء.
تواصلي مع محامي قضايا أسرية في السعودية عبر أرقام صفحة اتصل بنا، أو عبر زر الواتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتويات
ما هي عقوبة ضرب الزوجة في السعودية؟
يُعامل النظام السعودي ضرب الزوجة باعتباره جريمة إيذاء تمس سلامتها الجسدية أو النفسية، وفق ما نصّت عليه المادة الأولى من نظام الحماية من الإيذاء التي عرّفت الإيذاء بأنه كل شكل من أشكال الاستغلال أو إساءة المعاملة الجسدية أو النفسية أو التهديد بهما.
وأكدت المادة الخامسة من النظام أن إيذاء أحد أفراد الأسرة ومنهم الزوجة يُعد مخالفة موجبة للعقاب تتعامل معها الجهات المختصة فورًا.
وبحسب المادة الثالثة عشرة من نظام الحماية من الإيذاء وتعديلاته، فإن العقوبات التي تُفرض على الزوج المعتدي تشمل ما يلي:
- السجن لمدة تصل إلى سنة واحدة.
- غرامة تصل إلى 50,000 ريال سعودي.
- وفي الحالات المشددة أو عند تكرار الاعتداء، يجوز مضاعفة العقوبة لتصل إلى سنتين وغرامة 100,000 ريال.
كيف تتصرف الزوجة إذا تعرضت للضرب؟
لضمان تطبيق عقوبة ضرب الزوجة في السعودية بالشكل الصحيح، تحتاج الزوجة للتحرك بطريقة قانونية واضحة. وفيما يلي أهم الخطوات العملية:
توكيل محامي مختص
التواصل أولًا مع محامي طلاق في السعودية يراجع تفاصيل الحالة، ويشرح الخيارات القانونية المتاحة، مثل: رفع بلاغ، طلب حماية، أو إقامة دعوى طلاق أو فسخ للضرر، مع متابعة الإجراءات أمام الشرطة والنيابة والمحكمة.
الاهتمام بالسلامة الجسدية
الابتعاد عن مصدر الخطر قدر الإمكان واللجوء لمكان آمن داخل المنزل أو خارجه، خاصة إذا كان الاعتداء متكررًا أو يهدد الحياة.
مراجعة مستشفى أو مركز صحي وتوثيق الإصابة
طلب فحص طبي عاجل والحصول على تقرير طبي مفصّل يبيّن نوع الإصابة وتاريخها، لأنه من أقوى الأدلة أمام المحكمة.
تقديم بلاغ رسمي للجهات المختصة
الاتصال بالشرطة أو مركز بلاغات العنف الأسري (1919) وشرح ما حدث بدقة؛ فمحضر الشرطة والبلاغ الرسمي يشكّلان سندًا مهمًا في القضية.
طلب الحماية من وحدات الحماية الاجتماعية عند الحاجة
خصوصًا إذا كانت الزوجة مهددة أو تخشى تكرار العنف، إذ يمكن نقلها إلى مكان آمن وفق ما يجيزه نظام الحماية من الإيذاء.
الاحتفاظ بالأدلة
مثل الرسائل، الصور، التسجيلات المشروعة، أو بيانات الشهود الذين حضروا الواقعة أو سمعوا الاعتداء، لتكوين ملف متكامل يدعم موقفها القانوني.
كيف تثبت الزوجة واقعة الضرب أمام المحكمة؟
إثبات واقعة الضرب هو الخطوة الأهم لبناء دعوى متماسكة، سواء كانت دعوى جنائية بموجب نظام الحماية من الإيذاء أو دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأحوال الشخصية، ويمكن للزوجة إثبات واقعة الضرب بالوسائل الآتية:
- التقرير الطبي الرسمي: يعد أقوى الأدلة، ويُظهر نوع الإصابة وتاريخها ومدى توافقها مع الاعتداء. التقارير الصادرة من مستشفيات حكومية لها قوة أعلى في الإثبات.
- محاضر الشرطة أو بلاغ مركز 1919: البلاغ الرسمي يُوثّق الواقعة ويُعد دليلًا محايدًا تثبت به المحكمة وقوع الإيذاء وفق ما تقرره المادة الخامسة من نظام الحماية من الإيذاء التي تلزم الجهات المختصة بالتدخل وتوثيق الحادثة.
- الشهود أو شهادة الجيران: إذا حضر الواقعة أحد أو سمع الاعتداء بشكل واضح، يمكن الاستعانة بشهادته ما دامت مستوفية لشروط الشهادة شرعًا وقانونًا.
- الرسائل أو التسجيلات أو الاعترافات: مثل رسائل التهديد أو الاعتراف بالاعتداء، ويتم قبولها إذا كانت مطابقة لقواعد الإثبات الإلكتروني المعمول بها في السعودية.
- سوابق البلاغات أو محاضر الحماية الاجتماعية: في حال وجود سجل سابق للعنف، يعتبر قرينة تعزز موقف الزوجة وتدعم وصف الواقعة بأنها إيذاء متكرر.
أهمية المحامي في قضايا ضرب الزوجة
- تكييف الحالة قانونيًا بشكل صحيح: يحدد المحامي هل الأفضل البدء ببلاغ جنائي، أم طلب حماية من الإيذاء، أم رفع دعوى طلاق أو فسخ للضرر، أو الجمع بين هذه المسارات.
- صياغة البلاغات والمذكرات بحرفية: يساعد في كتابة البلاغ للشرطة أو النيابة، وصياغة صحيفة الدعوى أمام المحكمة بلغة قانونية قوية تعكس حجم الضرر.
- جمع الأدلة وتنظيمها: يوجّه الزوجة إلى أفضل طريقة لتوثيق الضرب (تقارير طبية، محاضر شرطة، شهود، رسائل…) وتقديمها في ملف متكامل يسهل على المحكمة تقدير الحق.
- المطالبة بالحقوق المالية المترتبة: مثل النفقة، المتعة، أجر الحضانة والسكن، والتعويض عن الضرر النفسي والجسدي، وفق ما يتيحه النظام والقرارات القضائية.
- متابعة الإجراءات وتسريعها قدر الإمكان: يتابع الجلسات، والقرارات، والتنفيذ، ويشرح للزوجة كل خطوة حتى لا تبقى في حالة قلق أو جهل بما يحدث في ملفها.
- الحماية من الضغوط أو التنازلات غير المنصفة: يمنحها غطاء قانونيًا يحميها من توقيع صلح أو تنازل مجحف، ويضمن أن أي اتفاق يتم وفق حقوقها النظامية قدر الإمكان.
الأسئلة الشائعة حول مقالنا عقوبة ضرب الزوجة
في ختام حديثنا عن عقوبة ضرب الزوجة في السعودية، يتبيّن أن النظام لا يتسامح مع العنف الأسري ويضع للزوجة مسارًا قانونيًا واضحًا للحماية والمطالبة بحقوقها.
لخطوة قانونية واضحة تحميك وتضمن حقوقك، تواصلي مع محامٍ مختص عبر زر الواتس اب أسفل الشاشة.
يمكنك الاطلاع على: كيفية رفع دعوى طلاق من طرف الزوجة في السعودية، وإذا طلبت الزوجة الطلاق ماذا يحق لها في السعودية.
محامي ومستشار قانوني +8 سنوات من الخبرة في تقديم الاستشارات القانونية والتقاضي وكتابة اللوائح القانونية في مختلف المجالات القانونية.
