زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق في السعودية، هل يحق لها ذلك؟ إجابة المحكمة والنظام

يتساءل أحد الأزواج وهو في حيرة من أمره بالسؤال التالي: زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق في السعودية، هل يحق لها ذلك؟

ستجد في هذه المقالة جوابًا على سؤاله، وتوضيحاً للحالات التي يحق فيها للزوجة طلب الطلاق، وحكم ترك الزوجة عند اهلها وعدم تطليقها.

استشر محامي احوال شخصية مختص من خلال النقر على زر الواتساب أسفل الشاشة.

زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق

إن الجواب الذي سنقدمه عن التساؤل الذي يسأله الكثير من الأزواج، بأن زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق في السعودية، هل يحق لها ذلك؟

أو الزوجة تركت بيت الزوجية وتريد الطلاق، يرتبط فيما إذا كان ذلك طلب الطلاق من بيت الأهل قبل الدخول أو الخلوة الصحيحة أم بعدهما.

قبل الدخول أو الخلوة الصحيحة

إن الزوجة قبل الدخول أو الخلوة الصحيحة، يمكنها البقاء في بيت أهلها، وعدم ذهابها إلى بيت زوجها، إذا كانت لديها أسباب موجبة في ذلك. أو رغبت بفسخ عقد الزواج، وبالتالي يمكنها طلب الطلاق دون أية إشكالية تتعلق بتركها لبيت الزوجية.

كما أن نظام الأحوال الشخصية السعودي منح الحق للمرأة بعدم الانتقال إلى بيت الزوجية، وتسليم نفسها للزوج، ما لم يتم أداء مهرها المتفق عليه كاملًا.

فإذا ما سلمت نفسها للزوج حقيقة أو حكمًا، فإن حقها في عدم الذهاب إلى بيت زوجها يسقط، إذا ما هيأ لها زوج المسكن المناسب.

بعد الدخول أو الخلوة الصحيحة

بعد الدخول والانتقال إلى بيت الزوجية، فإنه من الواجب على المرأة عدم ترك بيت زوجها، إلا لعذر شرعي مقبول، وإلا عُدّت ناشزًا.

هل يمكن للزوج إجبار الزوجة على العودة إلى بيت الزوجية؟

لا يمكن للزوج وفقًا لعقد الزواج باعتباره وثيقة رسمية، إجبار الزوجة على العودة إلى بيت الزوجية، سواء أراد ذلك من خلال رفع دعوى قضائية. أو تقديم طلب بذلك إلى دائرة التنفيذ القضائي، ليجبرها على العودة ولو بالقوة.

والمشرع السعودي لم يجبر الزوجة على العودة لبيت زوجها. حيث نصت المادة 75 من نظام التنفيذ القضائي على:

أنه لا ينفذ الحكم الصادر على الزوجة بالعودة إلى بيت الزوجية جبرًا. ثم عاد وألغى هذه المادة بالمرسوم الملكي رقم م/110 لعام 1441هـ.

وبناءً عليه ألغت وزارة العدل دعوى انقياد الزوجة من بوابة ناجز. كما توقفت المحاكم عن إصدار الأحكام إجبار الزوجة على العودة لبيت زوجها.

زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق

حكم ترك الزوجة عند اهلها وعدم تطليقها

تحدثنا في الفقرات السابقة عن ترك الزوجة بيت زوجها، والذهاب إلى بيت اهلها والاستعصاء لديهم، وطلب الزوجة الطلاق. ولكن ماذا لو حدث بالعكس، كأن يطرد الزوج وزوجته من بيته، وتذهب للإقامة عند اهلها، ويتركها دون طلاق.

وفقًا لنظام الأحوال الشخصية السعودي، فإن:

للزوجة الحق فيما إذا رغبت بالطلاق، بأن ترفع دعوى فسخ عقد زواج نتيجة السب والضرر والشقاق الذي أصابها. والمتمثل في ترك الزوج لها في بيت اهلها دون أن يطلقها، فذلك أكبر ضرر يقع للزوجة. حيث أكدت الشريعة الاسلامية على حقوق الزوجه في طلب الانفصال.

حيث يعتبر ترك الزوج لزوجته بهذه الطريقة، أكبر قرينة ودليل على الضرر الواقع من قبل الزوج بحقها. أما إذا لم ترغب بالطلاق حفاظًا على أسرتها، فيمكن لها أن تتقدم بتلك الدعوى. وتطلب عرض القضية على الحكمين بالإصلاح بينها وبين زوجها.

وبكافة الأحوال، فإن القاضي في محكمة الأحوال الشخصية، يتوجب عليه النظر في تلك الحالة بتمعن وتمحيص. وإن استلزم الأمر يحيل القضية إلى الحكمين.

فلربما كانت الأسباب الموجبة لترك الزوج زوجته في بيت اهلها. نتيجة أسباب خاصة بينهما، فإذا ما أصرّ الزوجان على التفريق، فلا بد للقاضي من أن يحكم بالطلاق.

وإما إذا تبين للقاضي، بأن الزوج متعسف في استعمال حقه ومتعنت، وقد ترك زوجته في بيت اهلها دون أن يعيدها إلى بيته. أو أن يطلقها وذلك للإضرار بها فقط، فهنا يحكم بالتفريق بينهما مع حصولها على حقوقها كاملة.

أسباب شائعة لطلب الطلاق من بيت الأهل

كثيرًا ما تبدأ الخلافات الزوجية صغيرة، لكنها قد تتفاقم عندما تصل الزوجة إلى مرحلة ترك بيت الزوجية والانتقال إلى الإقامة مع الأسرة.

هذه الخطوة تُعرف أحيانًا بـ الانفصال غير الرسمي، حيث تعيش الزوجة في بيت أهلها لفترة طويلة دون تسوية وضعها الشرعي. ومن أبرز الأسباب:

    • الخلافات المستمرة بسبب التدخلات العائلية.
    • العيش مع الأهل لفترة طويلة مما يعزز شعور الاستقلال عن الزوج.
    • ابتعاد الزوجة نتيجة عدم شعورها بالأمان أو الاستقرار.
    • نشوء النزاع بسبب السكن مع أهل الزوجة أو عدم تقبّل الحياة المشتركة.
    • غياب التواصل والحوار بين الزوجين مما يؤدي إلى فتور العلاقة.

حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الطلاق من منزل أهلها

في هذه الحالة يظل للزوج حقوق ثابتة، إذ لا يُسقط انتقال الزوجة إلى بيت أهلها تلك الحقوق ما لم يكن هناك حكم قضائي. وتشمل:

    • حقوق الزوج الشرعية مثل حقه في المراجعة أو استمرار العلاقة الزوجية ما لم يقع طلاق صريح.
    • إمكانية مطالبة الزوجة بالعودة إلى بيت الزوجية باعتباره ما يحق للزوج شرعًا ونظامًا.
    • له حق التمسك بـ مطالب الزوج القانونية أمام محكمة الأحوال الشخصية إذا وجد تعسفًا.
    • تبقى الحقوق الزوجية قائمة حتى يثبت الطلاق بحكم قضائي أو رضائي.

إذاً، ما الذي يمكن أن يطالب به الزوج في حال طلبت زوجته الطلاق وهي عند أهلها؟

يمكن للزوج رفع دعوى أو الاعتراض على دعوى الطلاق، والمطالبة بالنظر في أسباب خروج الزوجة، خصوصًا إذا كان خروجها دون إذن شرعي.

حقوق الزوجة التي تطلب الطلاق من منزل أهلها

عندما تقدم الزوجة طلب الطلاق وهي مقيمة في بيت أهلها، لا يعني ذلك أنها تفقد حقوقها تلقائيًا، بل تظل هذه الحقوق خاضعة لما تقرره المحكمة بناءً على نظام الأحوال الشخصية.

فالأصل أن حقوق المرأة المطلّقة ثابتة شرعًا ونظامًا، سواء أكانت في بيت الزوج أو في بيت أهلها وقت المطالبة.

هل تفقد الزوجة حقوقها إن طلبت الطلاق أثناء سكنها في بيت أهلها؟

لا، فالقاعدة أن حقوق الزوجة عند الطلاق مثل النفقة خلال العدة، وحقها في المهر المؤخر، وأحيانًا السكن، لا تسقط إلا بقرار قضائي أو إذا ثبت أن خروجها كان دون مسوّغ شرعي معتبر.

وفي هذه الحالة قد يُنظر في إنقاص بعض الحقوق. ومع ذلك، فإن نصيب الزوجة من النفقة أو المسكن يُحسم بعد تقييم القاضي لظروف الخلاف وأسبابه.

ومن المهم الإشارة إلى أن المحكمة تميّز بين الحالات:

    • إذا خرجت الزوجة بسبب ضرر بيّن أو امتناع الزوج عن الإنفاق، تُحفظ لها جميع حقوقها.
    • أما إذا كان خروجها بلا مبرر ورفعت دعوى طلاق، فقد تتأثر بعض الحقوق بحسب ما يظهر للقاضي من ملابسات.

وبذلك فإن مطالبة الزوجة بالطلاق من بيت أهلها لا تسقط عنها حقوقها تلقائيًا، وإنما يخضع الأمر للفصل القضائي العادل وفق ما جاء في النظام الشرعي والنظامي المعمول به.

دور المحامي في حالات الطلاق حين تكون الزوجة عند أهلها

وجود محامٍ مختص في قضايا الأحوال الشخصية يُعد عنصرًا أساسيًا لحماية حقوق الطرفين عند حدوث طلاق الزوجة وهي في بيت أهلها.

فهذه القضايا غالبًا ما تتشابك فيها الجوانب الشرعية والقانونية، مما يجعل الاستعانة بخبير قانوني أمرًا لا غنى عنه.

ما أهمية وجود محامٍ مختص في هذه الحالات؟

أهمية وجود محامٍ مختص في هذه الحالات يتوضح من خلال التالي:

    • يساعد محامٍ متخصص في الأحوال الشخصية الزوج أو الزوجة على فهم الموقف القانوني الصحيح، سواء تعلق الأمر بمطالبة الزوجة بالطلاق أو دفاع الزوج عن نفسه ضد هذا الطلب.
    • يتولى المحامي مهمة التمثيل القانوني في قضايا الطلاق أمام محكمة الأحوال الشخصية، بدءًا من إعداد صحيفة الدعوى أو الرد عليها، وحتى حضور الجلسات ومتابعة المرافعات.
    • يعمل المحامي على تقديم الدفوع القانونية التي قد تثبت مشروعية موقف الزوج أو الزوجة.
    • يسهم في حماية مصالح موكله من ضياع الحقوق الشرعية، مثل النفقة أو المهر أو الحضانة، من خلال صياغة طلبات دقيقة مدعومة بالأنظمة والأدلة.
    • كما يوفّر المحامي استشارات عملية حول أفضل التصرف القانوني الصحيح، ويقترح حلولًا ودية قبل الدخول في مسار قضائي طويل.

وبذلك يصبح وجود المحامي بمثابة درع قانوني يحمي الأسرة من التعقيدات الإجرائية ويضمن أن تُعرض القضية بصورة عادلة أمام المحكمة، مع تعزيز فرص الوصول إلى حكم منصف يحفظ الحقوق ويقلل من النزاع.

الأسئلة الشائعة حول مقالنا زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق

إذا تركت الزوجة بيت الزوجية، وذهبت إلى اهلها، وطلبت الطلاق، أمامه حلان:
إما أن يتفق مع الزوجة على إجراء المخالعة بينهما، لقاء بدل مادي تدفعه الزوجة له.
وإما أن يحاول إصلاح ذات البين مع زوجته، إذا كان يرغب باستمرار الحياة الزوجية، وهنا يتوجب عليه عرض الأمر على الحكمين بتقريب وجهات النظر، والوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين.

ليس بالضرورة أن تسقط حقوق الزوجة إذا ما طلبت الطلاق، فقد يكون طلبها للطلاق نتيجة الضرر والشقاق الواقع بحقها من قبل الزوج، وهنا يمكنها الحصول على حقوقها بالكامل، إذا ما أثبتت وقوع ذلك الضرر، وقد تطلب الزوجة الطلاق نتيجة علة منفرة في الزوج لم تكن عالمة بها وقت عقد الزواج.

نعم، يمكن للزوجة طلب فسخ عقد الزواج حتى وإن كانت مقيمة في بيت أهلها، إذا أثبتت أمام المحكمة وجود سبب مشروع كالضرر أو امتناع الزوج عن الإنفاق أو الإخلال بالمعاشرة بالمعروف. النظام نص صراحة على أن لكل من الزوجين طلب فسخ عقد الزواج لعلة مضرة أو منفرة تمنع استمرار الحياة الزوجية.

يحق للزوجة طلب الطلاق أو الفسخ شرعًا إذا تعرضت لضرر معتبر، مثل امتناع الزوج عن النفقة، أو الإضرار بها ماديًا أو معنويًا، أو عند ثبوت الشقاق والنزاع المستمر الذي يمنع المودة والرحمة. كما يمكنها طلب الخلع مقابل عوض. وفي حال تحقق هذه الظروف، تنظر محكمة الأحوال الشخصية في الدعوى وتقرر إما الإصلاح أو التفريق.

وبذلك نكون قد وصلنا لنهاية مقالتنا حول التساؤل: زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق في السعودية، موضحين لكم حكم ترك الزوجة عند اهلها وعدم تطليقها.

ومن الأفضل لأي شخص يعاني من مشكلة إقامة زوجته عند اهلها وطلبها الطلاق، بأن يستعين بأفضل مكتب محامي الاحوال الشخصية في السعودية عبر صفحة اتصل بنا.

أحصل على معلومات عن: طلب الطلاق من طرف الزوجة، اذا طلبت المرأة الطلاق بدون سبب، حقوق الزوجة اذا طلبت الطلاق، كذلك نقل كفالة زوج مواطنة بعد الطلاق، وهل يجوز توكيل محامي للطلاق.

اطلب استشارة